من أحبَّ اللُّغه العربيه عُنِيَ، بها وثابرَ عليها وصرفَ همَّتهُ اليها؛ فهي أداةُ العِلم، ومفتاح التَّفقّه في الدِّين؛ ثمّ هي لإحرازِ الفضائل والاحتواء علي المروءه وسائر المناقب؛ كالينبوع للماء والزَّند للنَّار.
سوف نورد غُررَ القصائد، وأجود البيوتات: في المدح والهجاء والرِّثاء والوصف والغزل. ولا بُدّ من الأمثال؛ فهي حِكمةُ العرب في الجاهليه والاسلام، اجتمع لها ثلاث خِصال: إيجازُ اللَّفظ وإصابةُ المعنى وحسن التَّشبيه.
ويُزيِّن هذا وذاك، قصَصٌ حِسان في الشِّعر والسَّيَر تحوي مجامع المروءه؛ نستقيها من سَيَر اصحاب المعلَّقات، وفرسان العرب وأجوادهم وفصحائهم في العصر الجاهلي، مروراً بعصر صدر الاسلام وحسب هذا العصر شرفاً، أفصح العرب الرَّسول ﷺ ثمّ العصر الأموي والعصر العباسي؛ وما شاكله كالأدب الأندلسي؛ وما جرَّ رَسَنَه في ميدان الفصاحه من العصر الحديث.
ولا بدَّ أنْ يقع لنا في طيِّ الكلام لفتةٌ علي النَّحو والصَّرف والبلاغه والعروض؛ وما لا بدَّ منه، كالتَّفسير والحديث والتأريخ، وما يُستظرف من كلِّ علمٍ وفَن.